بعد مجيء رسول الله عيسى – عليه السلام – وبعد أن بلغ دعوته إلى الناس أحسن تبليغ، مرت على الأرض فترة تقترب من الـ 6 قرون دون أن ينزل فيها جبريل الملك المبلغ بنقل الوحي إليها حاملاً معه أية رسالة جديدة من الله تعالى إلى الأرض، ففسدت الأرض وتدهورت أحوالها وضاع البشر بين المعتقدات الخاطئة، وعانت المسيحية من الاضطهاد الشديد بعد انقضاء فترة نبي الله عيسى إلى أن تبنتها الإمبراطورية الرومانية، مما خفف قليلاً عنها، ولكنها لم تنه معاناتها كدين سماوي من الله تعالى ينور الناس ويهديهم سبيل الرشاد ولقد وثق القرآن الكريم حالة من هذه الحالات التي تعرض فيها المسيحيون للاضطهاد وهم أهل الأخدود حيث أنهم ألقوا في الأخدود وأضرمت بهم النار وأحرقوا وهم أحياء بسبب اتباعهم لدين رسول الله عيسى – عليه السلام - على يد الكفار في ذلك الزمان، في ظل هذه الظروف كانت النبوءات كلها تشير إلى اقتراب مجيء رسول آخر الزمان وخاتم الأنبياء والرسل.
كان آخر ما يتوقعه اليهود أن لا يكون هذا النبي الرسول منهم، فأرسل الله تعالى رسالته إلى شاب قرشي من مكة المكرمة اسمه محمد بن عبدالله، بسبب ما كان يتميّز به من صفات وأخلاق وبسبب ما كان ينضوي عليه من صفات أحبها أهله وقبيلته لأجلها، وبسبب أيضاً عقله الراجح ونبذه لكافة السلبيات المساوئ التي كانت منتشرة وبكثرة سواء كان في مكة أم في الجزيرة العربية أم في العالم أجمع، من ضياع للحقوق وانتهاج للمنهج الباطل وشيوع الزنا والربا والقتل والحروب والصراعات وغيرها العديد من الأمور والجرائم بالإضافة إلى الجريمة الكبرى وهي ضياع التوحيد من الأرض وتضاؤله بشكل كبير على الرغم من تبني الدولة الرومانية لمنهج النبي عيسى ولدعوته النصرانية التي جاء بها، إلا أنهم أيضاً كانوا قد ابتعدوا عنها في ذلك الوقت وألهتهم الصراعات والنزاعات ولم يطبقوا التعاليم التي بين يديهم. فبمجيء الرسول محمد عكست الآية وشاع العدل والمساواة، حيث ربى الناس وجماعة المؤمنين أفضل تربية وأحسنها كما أنه كان قد أبعد الناس عن الأوثان ونشر ديانة الإسلام والتوحيد في الجزيرة العربية فلما مات كانت الجزيرة العربية كلها خاضعة للدين الحنيف، وانتشر السلام وتوقفت الحروب القبلية والمظاهر الجاهلية فقد غيّر الإسلام في غضون 23 عاماً فقط وجه الأرض وقلب الموازين وأصبحت الدولة الإسلامية دولة قوية قادرة على التصدي لكافة الأخطار الأخرى التي كانت تواجهها آنذاك. حيث استغل الرسول كافة الوسائل في نشر دعوة الحق ولم يأل جهداً في سبيل ذلك، وكل هذه الأمور وأكثر بكثير فما ذكر هو نقطة في بحر هذا العظيم، هي التي جعلت الناس يعشقون الأرض التي كان يمشي عليها – صلى الله عليه وسلم - .
المقالات المتعلقة بلماذا نحب رسول الله